شعراء من اجل الوطن الشاعر عماد محمد سالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حى بن يقظان لأبن سينا قراءات عماد محمد سالم

اذهب الى الأسفل

حى بن يقظان لأبن سينا     قراءات  عماد محمد سالم Empty حى بن يقظان لأبن سينا قراءات عماد محمد سالم

مُساهمة  Admin الجمعة يناير 14, 2011 3:56 pm


فى
زمن ضاعت فيه القراءة ..وتاهت بين جنبات المشاكل والعوز.. والوقت الذى
يوشك أن ينتحر ويتبخر تأثيرا بنار الأحتياج.. لا يستطيع كثيرمنا أن يقرأ
عظيم الكتب.. و جميل الروايات وبارع القصص والأشعار ... فقررت أن أقرأ لك

حى بن يقظان .. لأبن سينا دراسة وتحقيق عماد محمد سالم
وما
توفيقى الابالله وأليه أنيب .وبعد , فأن إصراركم معشر إخوانى على اقتصاص
شرح قصة حى بن يقظان هزم لجاجى فى الأمتناع.. وحل عقد عزمى فى المماطلة
والدفاع.. فانقدت
لمساعدتكم وبالله التوفيق . أبن سينا .. ( الشيخ الرئيس
أبوعلى الحسين المتوفى 428 هجرية) من أشهر الرجال فى التاريخ الأسلامى
بخاصة والأنسانى بعامة . تجلت
عبقريته الحقة فى ميدان الطب ووضع فيه موسوعته الشهيرة ( القانون فى الطب )
التى ظلت قرونا طوالا بعد وفاة مؤلفها مرجعا رئيسا ومقررا دراسيا للأطباء
فى ديار الأسلام وفى بلدان أوروبا هذا بالأضافة الى جهوده وأبداعاته فى
الفلسفة والمنطق والأدب نثرا وشعرا . وولد فى قرية أفشنة من ضياع
بخارى , وهى بلدة أمه حيث تزوجها أبوه وقطن بها , وولدت له الشيخ
الرئيس وأخا له , ثم أنتقلوا الى بخارى وتعلم فيها القران والأدب ثم أخذ
يقرأ الكتب , ويطالع الشروح حتى أحكم علم المنطق, وكذالك كتاب أفليدس ثم
تعلم الطب والمنطق وجميع الأداب شعرا ونثرا .. ويكتب أبن سينا قصة حى بن
يقظان لتكون واحدة من أروع نصوص الأدب العربى القديم بلاغة وأكثرها تكثيفا
ورمزا وطلاوة أسلوب .. وفى هذه القصة يحكى أبن سينا رحلة العقل الأنسانى
الى الملكوت الأعلى.. من خلال شخصية حى الذى يرمز به الى النوع الأنسانى
وهو أبن يقظان أى العقل اليقظ فى الأنسان .
فى بداية القصة يحكى أبن
سينا كيف ألتقى بهذا الشيخ البهى الذى عرفه بنفسه قائلا : أما أسمى ونسبى
فحى بن يقظان , وأما بلدى فمدينة بيت المقدس , وأما حرفتى فالسياحة فى
أقطار العوالم حتى أحطت بها خبرا .
ثم يترك أبن سينا (الراوى)خيط الرواية لحى بن يقظان ليتحدث بحديث الحكمة
التى يريد أبن سينا التعبير عنها .., فى هذا الشكل الروائى القصصى ..
فيمضى حى الذى هو المعادل الموضوعى لأبن سينا نفسه فيقول : حولك هؤلاء
الذين لا يبرحون عنك إنهم لرفقة سوء , ولكن تكاد تسلم منهم..هذا الذى
أمامك باهت مهذار يلفق الباطل تلفيقا ..وهذا الذى عن يمينك أهوج إذا انزعج
هائجه لم يقمعه النصح .. وهذا الذى عن يسارك قذر شره , قرم , شبق
لايملأ بطنه إلا التراب .. ولقد ألصقت يا مسكين بهؤلاء إلصاقا .
والمقصود هنا برفقة السوء قوى الأنسان .. ففى الأنسان قوة الخيال والوهم
التى وصفها حى بالباهت المهذار الملفق . وفى الأنسان قوة الغضب التى هى ذلك
الأهوج الذى لايقمعه عند هياجه نصح .
وفى الأنسان قوة الشهوة الحسية الداعية الى
تحصيل اللذائذ البهيمية , دون شبع وهى فى القصة : القذر الشره ـ القرم ـ
الشبق . ثم يقول حى للأنسان : لقد
ألصقت يا مسكين بهؤلاء إلصاقا لايبرئك عنهم إلا غربة تأخذك الى بلاد لم
يطأها أمثالهم , وإذ لاتحين تلك الغربة .ولا محيص لك عنهم , فلتطلهم يدك
..وإياك أن تقبضهم زمامك , بل أستظهر عليهم بحسن الإيالة وسمهم سوم
الأعتدال ...

يريد أبن سينا أن يقول على لسان الراوى إن الأنسان
لن يستطيع الخلاص من قواه الحسية , إلا بالارتقاء الى عالم الحضرة الألهية
حيث تتلاشى الرغبات والنوازع النفسية تحت سطوة النور الألهى , وتبقى الروح
معلقة بالجانب الألهى وحده ..
وهذا ما أشار إليه بقوله غربة , وهى اللفظة التى سيجعلها
السهروردى عنوانا لقصته التى عارض بها قصة أبن سينا وأستكملها , جاعلا قصة
حى بن يقظان هذه المرة بعنوان : قصة الغربة الغريبة ..
فإذا عدنا لنص أبن سينا , وجدناه ينبه
الإنسان إلى أن هذه الرحلة إلى الجانب الإلهى , والغربة عن عالم الحس ليست
فى مقدور كل شخص ولا هى ممكنة فى كل وقت .. فلا يبقى أمام الإنسان مادام
موجودا فى هذه الدنيا , إلا أن يسوس قواه الحسية بسياسة رشيدة , فيملك زمام
خياله وغضبه وشهوته , ولايملكهم زمامه .. وإلا أوردوه موارد الهلاك .


ثم تشير القصة إلى أن العناية الإلهية تقى
الإنسان الكثيرمن شرور نفسه باللطف الإلهى الخفى .
ثم
يقول ابن سينا : والله المستعان على حسن مجاورة هذه الرفقة , إلى حين
الفرقة ... والفرقة هنا تعنى الفراق المؤقت بالارتقاء إلى الحضرة الإلهية ,
أو الفراق الدائم بالموت الذى تنفصل فيه عن الإنسان قواه الحسية ..
وتستمر قصة ابن سينا , لتحكى على لسان حى بن
يقظان حقائق هذا العالم المحسوس وأقاليمه الجغرافية , التى هى فى الحقيقة
رموز للمعانى البعيدة التى قصد إليها ابن سينا , والتى أظن أنه أعتمد فيها
على الفكرة القائلة بمقابلة الإنسان للكون , فالإنسان هو العالم الصغير ,
والكون هو الإنسان الكبير , ولذا يقابل الإنسان جميع الموجودات .. وهى فكرة
قديمة , قال بها من فلاسفة اليونان وقال بها من المسلمين جماعة إخوان
الصفا وخلان الوفا ,ثم طورها بعض الصوفية الكبار أمثال أبن عربى والجيلى ..

وأعتمادا على فكرة التقابل بين الإنسان والعالم , راح
ابن سينا فى قصته ,يسرد على لسان حى أقاليم , وهو فى الحقيقة يشير إلى
أخلاق الإنسان .
وقد بلغ هذا الجزء
من القصة , قدرا من الرمزية والأستغلاق , يجعل الأطمئنان إلى فهم المراد
فهما تاما ....أمرا عسيرا ..
وفى الأجزاء الأخيرة من القصة , يعرج حى بن يقظان بالكلام
من مرتبة الأرض الى السماء ..وهذا يشير بقوة إلى نظرية الفيض التى كان
يقول بها ابن سينا , وملخصها ان هناك عقولا علوية , صدرت بالتتالى عن الله
الفياض , وهذه العقول عشرة , وهى مراتب الوجود العلوى الذى يترقى إليه
الإنسان ,إذا تجاوز رتبة الحس وتخلص من سيطرة قواه وشهواته الحسية. وأخر
هذه العقول فى تسلسل الفيض والصدور ,هو عقل ما فوق فلك القمر الذى به تتعقل
عقولنا الإنسانية , فعقولنا المنفعلة وهو العقل الفعال ..
وبهذا يكون
وصف الملك فى القصة منصرفا الى هذا العقل الفعال , الذى هو اخر سلسلة
الفيوضات العلوية .
وقد أثارت هذه النظرية , التى عرفت بنظرية الفيض
أعلام الأسلام فرفضها الفقهاء ومتكلموا الأشاعرة وبعض الفلاسفة ـ كابن رشد ـ
ولم يعتقد فيها غير قليلين منهم الفارابى وابن سينا ..

غبر أن
الكلام عن الأفكار والنظريات الفلسفية ـ فحسب ـ فى قصة حى بن يقظان فيه
ظلم كثير للقصة , وفيه خروج بهذا النص عن طبيعته الأساسية , أعنى كونه :
إبداعا أدبيا ....
وبعد , فقد راجت قصة ابن سينا
رواجا كبيرا فى الثقافة العربية الأسلامية من بعده كما أثارت أعلاما أخرين ,
فتوقف عندها تلميذه أبن زيلة ليضع على القصة شرحا , كما شرحها تلميذ أخر
له وهو أبو عبيد الجوزجانى ..ثم توقف عندها السهروردى معارضا أبن سينا فى
صرفه معظم القصة للكلام عن العالم الأرضى دون الولوج الى الإشارات الربانية
وتوقف عندها ابن طفيل فتوسع فى الكلام عن نشأة حى بن يقظان وزاد الأفكار
تفصيلا , وأضاف إليها نظرياتة الخاصة ..ثم توقف عندها ابن النفيس فلمح
بثاقب بصيرته , أن ابن سينا جعل العقل يرتقى إلى الملكوت الأعلى دون هداية
من شريعة , وتلك دعوى خطيرة قال بها الصابئة المنكرون للنبوات . وكتب
السهروردى القصة ,وجعلها بعنوان الغربة الغريبة , وكتبها ابن طفيل بعنوانها
الأول حى بن يقظان ,
أما ابن النفيس فقد كتبها بعنوان ملئ بالدلالة المخالفة
لدلالة عنوان ابن سينا فجعلها : فاضل بن ناطق ..
وقد قرأت
للدكتور /يوسف زيدان الصياغات الثلاثة .. للسهروردى وابن طفيل وابن النفيس
بدراسة عظيمة وتحقيق رائع وسأنقل لك عزيزى القارئ كل ما قرأته لأنى لم
أقرأ لنفسى ولكنى ... قرأت لك ..



Admin
Admin
Admin

المساهمات : 110
تاريخ التسجيل : 07/01/2011

https://emadsalem23.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى