شعراء من اجل الوطن الشاعر عماد محمد سالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكرم عبيد ودوره فى الحركة الوطنية قراءات عماد محمد سالم

اذهب الى الأسفل

مكرم عبيد ودوره فى الحركة الوطنية       قراءات   عماد محمد سالم Empty مكرم عبيد ودوره فى الحركة الوطنية قراءات عماد محمد سالم

مُساهمة  Admin الأحد يناير 09, 2011 9:03 am







قرأت لك
... عماد محمد سالم






فى
زمن ضاعت فيه القراءة ..وتاهت بين جنبات المشاكل والعوز.. والوقت الذى يوشك أن
ينتحر ويتبخر تأثيرا بنار الأحتياج.. لا يستطيع كثير منا أن يقرأ عظيم الكتب.. و
جميل الروايات. وبارع القصص والأشعار ... فقررت أن أقرأ لك الأقباط فى السياسة المصرية (مكرم عبيد ودوره فى الحركة
الوطنية) دراسة بحثية للدكتور /مصطفى الفقى بمقدمة رائعة للأستاذ/طارق البشرى المؤرخ
والباحث الذى أقتحم ميدان التاريخ السياسى من باب الشغف والهواية فتفوق على كثيرين
ممن تخصصوا فيه وتفرغوا له ..قدم الباحث
د/مصطفى الفقى هذا الكتاب ليكون أضافة مهمة للمكتبة العربية.وقد أختار مكرم
عبيد كنموذج للأقباط الفاعلين والمؤثرين فى تاريخ النضال والتحرر والمشاركة
السياسية . وليم مكرم عبيد هذا هو أسمه ولكنه أحب مكرم عبيد دون وليم وكان يرى أنه
أسم أنجليزى لايليق بمصرى محب ومنتمى لوطنه .أكمل مكرم عبيد تعليمه الأبتدائى فى
مدرسة أميرية بقنا عام 1900 ثم ألتحق بالمدرسة الأمريكية فى أسيوط التى كان يديرها
ويشرف عليها المبشرون الأمريكيون . ثم جامعة أكسفورد1905 وهو فى السادسة عشر من
عمره ويعتبر مكرم عبيد واحدا من أبرز الطلاب الذين درسوا فى النيوكولدج بأكسفورد.
وحصل على المرتبة الثانية فى القانون 1905 :1908 ثم ألتحق بجامعة ليون بفرنسا
ليكمل دراسات عليا وقد أثار أهتمامه علم الأثار كما أعجب بالفكر الأشتراكى
والأتجاهات غير الدينية والأتجاهات الفكرية الجديدة فى فرنسا .من أهم أثار ثورة 19
الأنصهار القوى بين الأقباط والمسلمين فى بوتقة الحركة الوطنية .ونجد أن مكرم عبيد
الأب عندما أعتنق المذهب البروتستانتى حدث أنشقاق فى الأسرة ولكن مكرم عبيد الأبن
ظل قبطيا تابع للكنيسة الأرثوذوكسية المصرية لأنتمائه لوطنه وحبه لمصر .وفى مارس
1928 طلب الملك فؤاد من النحاس أن يشكل
أول حكومة فى حياته السياسية ودخل عبيد الوزارة لأول مرة وزيرا للمواصلات
.وفى أغسطس 1928 أنضم الى الدكتور/حامد محمود الممثل الدائم للوفد فى لندن . وبدأ
نشاطاته فى لندن بكتابة مقالات فى الصحف وعقد لقاءات مع شخصيات بريطانيه عامة
ومهاجمة سياسات وأدعاءات حكومة محمد محمود وأصدر عن الجمعية المصرية ـ البريطانية
نشرة سياسية تحت عنوان (مصر) تم توزيعها بين الدوائر السياسية البريطانية . وأتخذت
الحكومة المصرية برئاسة محمد محمود موقفا معارضا لمهمة عبيد وكانت قد حاولت من
البداية منعه من السفر الى لندن بدعوى أنه ذهب الى لندن لتحسين العلاقات المباشرة
بين الوفد كحزب والحكومة البريطانية . وقد حقق عبيد نجاحا كبيرا عن طريق أتصالاته
الخاصة بعدد من أعضاء البرلمان البريطانى من العمال فكانت مجموعة ضغط من خمسة
أعضاء برئاسة مستر كورنورثى قامت بتوجيه النقد لحكومتهم بسبب موقفها السلبى من
تعطيل الدستور المصرى وحل البرلمان .وعاد مكرم عبيد الى مصر حيث لقى ترحيبا عظيما
من حزبه وجماهير الشعب . وعند وصوله الى الأسكندرية أطلقت عليه الصحف الوفدية أسم (المجاهد الكبير)
وقال عبيد فى خطاب ألقاه فى حفل ضم أكثر من خمسمائة شخص أقيم فى أحدى فنادق
الأسكندرية إن محمد محمود كان أداة لتوصيل مقتراحات حكومة العمال للشعب المصرى
.وأضاف أن قرارالوفد برفض بحث تلك الأقتراحات حتى يتم دعوة البرلمان للأنعقاد مرة
أخرى يجب النظر اليه بأعتباره مؤشرا لروح ودية من الشعب المصرى .وواصل عبيد حديثه
موضحا أنه سعيد برغبة العمال فى أقامة علاقات طيبة مع مصر وهى خطوة ودية يقدرها
المصريين وكل مايطلبونه فى تلك المرحلة هو أستعادة الدستور والبرلمان وهو شرط
يعتبره الوطنيون ضروريا لأنه لا يمكن أن تكون هناك صداقة حرة مالم يتوفر لها مناخ
حر .وقد ألقى عبيد خطابا فى الأجتماع الذى عقده حزب الوفد فى 13 نوفمبر سنة 1929
للأحتفال بزكرى زيارة سعد زغلول لدار المندوب السامى فى عام 1918 وكان ذلك الخطاب
قطعة من الأدب الرفيع حيا فيه سعد زغلول بوصفه أب الحركة الوطنية المصرية الحديثة
وأنتقد دكتاتورية حكومة محمد محمود وتحدث عن العلاقات بين المسلمين والأقباط ورد
على الأدعاءات والمزاعم التى أطلقها المعادون للوفد وصحفهم وذكر أنه حينما أكتشفت الحكومة السابقة أن
الأمة ظلت متحدة رغم الأرهاب والديكتاتورية وقررت تقويض البنيان المتماسك وبذلت
محاولات لأحياء الصراعات الطائفية والخلافات الدينية وكان الهدف هو تأليب المسلمين
ضد الأقباط ولكن المحاولة باءت بالفشل الذريع مثلما سيكون مصير جميع المحاولات
المماثلة وأستحق مكرم عبيد الزعيم المرموق فى حزب الأغلبية لقب المجاهد الكبير.
وتمثل فترة الثلاثينات سنوات الذروة فى حياة مكرم عبيد ونشاطه السياسى إذ كان
القوة الحقيقية خلف زعامة حزب الأغلبية كما كان سحر شخصيته وجاذبيتها مصدر قوته فى
نشاطه السياسى .إذ كانت لديه القدرة على الوصول الى الجماهير والتأثير فيها لأنه
كان متحدثا ممتازا يتمتع بالقدرة على أختيار الكلمات المناسبة وبأيقاع متوازن فقد
ذكر دائما أحاديثه الى قلب أمة عاطفية بدلا من أن يوجهه الى عقل مفكريها .وقد كان
لسحر الشخصية وجاذبيتها دائما أثره على المواطنين خصوصا فى الدول غير المتقدمة
ومثل تلك المميزات الشخصية غير متاحة للأنسان العادى ويمكن أعتبارها أقرب الى
الموهبة من الخبرة المكتسبة ويتم على أساسها التعرف على خصائص الزعامة لدى أصحابها
فأذا كان ذلك هو مفهوم الكاريزما أو سحر الشخصية وجاذبيتها فأنه يمكن أعتبار مكرم
عبيد سياسيا له خاصية متميزة وذو شخصية تتصف بالحيوية الى جانب ثقافته المزدوجة
العربية والأجنبية وأتصاله السهل والمؤثر بجماهير الشعب كما يمكن أن نصفه ديماجوجيا
سياسيا الى حد كبير مثل كثير من ساسة العالم المتخلف ممن يقدرون على جذب الجماهير
والحصول على الشعبية. وأذا ماقارنا عبيد بالسياسين المصريين الأخرين لوجدناه متحدث
ممتاز وهذا هو مصدر قوة عظمته على المسرح السياسى. ويعتبر عبيد أشهر خطيب فى
التاريخ السياسى المصرى الحديث . ولسوء الحظ فأن أية ترجمة لخطبة وأحاديثه تعجز عن
أبراز قوتها الحقيقية لأنه من غير الممكن الأبقاء على الأسلوب الخاص لبلاغته فى
الترجمة وكان مشهورا باستخدام السجع كما يدفع بوجهة نظره الى هدفه المشهود . وطاف
بنا الباحث الكبير د/مصطفى الفقى حيث وصل الى مكرم عبيد والأنشقاق عن الوفد ونشره
الكتاب الأسود على أنه الخطأ الرئيسى فى حياته السياسية حتى أولئك الذين ساندوا
عبيد وتضامنوا معه فى أنفصاله عن الوفد وعرفوا بموقفهم المعادى للنحاس لامو عبيد
على خطئه الأستراتيجى ومجموعة القرارات التى أتخذها وأتسمت بغياب الحكمة والحنكة
السياسية فنشر الكتاب الأسود وفضح تلك القائمة الكبيرة من الأسماء والشخصيات له
تأثير خطير.وأذا تأملنا أراء ومواقف مكرم عبيد تجاه القضايا التى تهم الأغلبية فى
مصر كقضايا العروبة والأسلام لوجدنا أنه قد أختار مسلكا إيجابيا فى التعامل معها
بحيث أوجد له أرضية مشتركة مع الجماهير من أبناء مصر ولا شك أن الذى ساعد عبيد فى
ذلك هو المناخ الذى تجسد فى قدر معقول من الديموقراطية الليبرالية التى تقوم على
أسس علمانية تفصل بين القرار السياسى والموقف الدينى فى فترة كان حزب الوفد فيها
أفضل تعبير عن ذلك الفكر بما مكن لسياسى قبطى مرموق أن يبلغ من الشعبية ما بلغه
مكرم عبيد . توفى مكرم عبيد فى 5يونيو 1961 وألقى أنور السادات الذى كان رئيسا
لمجلس الأمة فى ذلك الوقت خطابا فى تأبينه بالكنيسة المرقسية مشيدا بالنضال الوطنى
لعبيد من أجل الأستقلال منذ سنة 1919 . ومضيفا أن أبطال 52 يعدون أبطال 19 أن
يمضوا على طريق النضال الذى بدئه أبطال 1919 وضحو من أجله .. طاف بنا الباحث
الدكتور/ مصطفى الفقى فى ربوع مصر 1919
نسيج واحد مسلم وقبطى شركاء فى الوطن ....


عماد
محمد سالم E-MAIL:ashaareemadsalem@yahoo.com


Admin
Admin
Admin

المساهمات : 110
تاريخ التسجيل : 07/01/2011

https://emadsalem23.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى